رقّ الزّجاج وراقت الخمر ... وتشابها فتشا كل الأمر
فكأنما خمر ولا قدح ... وكأنّما قدح ولا خمر
وله القصيدة التى أوّلها:
[الوافر]
تبسّم إذ تبسّم عن أقاحى ... وأسفر حين أسفر عن صباح
وقيل: إنّ القاضى العميرىّ أرسل الى الصاحب كتبا كثيرة، وكتب معها يقول:
[الخفيف]
العميرىّ عبد كافى الكفاة «١» ... وإن اعتدّ في وجوه القضاة
خدم المجلس الرفيع بكتب ... مفعمات «٢» من حسنها مترعات
فأخذ منها الصاحب بن عبّاد كتابا واحدا، وكتب معها:
قد قبلنا من الجميع كتابا ... ورددنا لوقتها الباقيات
لست أستغنم الكثير فطبعى ... قول «خذ» ليس مذهبى قول «هات»
ومات الصاحب بالرّىّ عشيّة ليلة الخميس خامس عشرين صفر، وأغلقت له مدينة الرّىّ، وحضر مخدومه فخر الدولة وجميع أعيان مملكته، وقد غيّروا لباسهم.
فلمّا خرج نعشه صاح الناس صيحة واحدة، وقبّلوا الأرض لنعشه، ومشى فخر الدولة أمام نعشه، وقعد للعزاء أيّاما، ورثاه الشعراء بعدّة قصائد.
قلت: وأخبار ابن عبّاد كثيرة، وقد استوعبنا أمره في كتاب «الوزراء» .
وليس هذا محلّ الإطناب في التراجم سوى تراجم ملوك مصر التى بسببها صنّف هذا الكتاب.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute