للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفّى جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات، الوزير المحدّث أبو الفضل المعروف بابن حنزابة «١» . كان أبوه قد وزر للمقتدر سنة خلع. وسافر هو إلى مصر، وتقلّد الوزارة لكافور الإخشيذىّ، وسمع الحديث بمصر ورواه، ومات بمصر.

وفيها توفّى المقلّد بن المسيّب بن رافع حسام الدولة أبو حسّان العقيلىّ صاحب الموصل. كان أخوه أبو الذّوّاد «٢» أوّل من تغلّب على الموصل وملكها في سنة ثمانين وثلثمائة؛ وملك حسام الدولة هذا الموصل بعده؛ وكان حسن التدبير، واتسعت مملكته. وأرسل إليه الخليفة القادر اللّواء والخلع. وكان له شعر، وفيه رفض فاحش.

قتله غلام له تركىّ في صفر. قلت: لا شلّت يداه!. يقال: إنّه قتله لأنّه سمعه يوصى رجلا من الحاجّ أن يسلّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له:

لولا صاحباك لزرتك. وذكر الذهبىّ هذه الحكاية بإسناد إلى جماعة إلى أن قال عن الرجل الذي قال له المقلّد هذا «٣» بالسلام إنّه قال: فأتيت المدينة ولم أقل ذلك إجلالا؛ فنمت فرأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم في منامى، فقال: يا فلان لم لم تؤد الرسالة؟ فقلت: يا رسول الله أجللتك؛ فرفع رأسه إلى رجل قائم فقال له:

خذ هذا الموسى واذبحه به (يعنى المقلّد) . ثم رجعنا فوافينا العراق، فسمعت أنّ الأمير المقلّد ذبح على فراشه ووجد الموسى عند رأسه؛ فذكرت للناس الرؤيا فشاعت؛ فأحضرنى ابنه (يعنى ابن المقلد) الذي ولى بعده، واسمه قرواش «٤» ، فحدّثته؛ فقال:

أتعرف الموسى؟ فقلت نعم؛ فأحضر طبقا مملوءا مواسى فأخرجته منها؛ فقال: