صدقت، هذا وجدته عند رأسه وهو مذبوح. قلت: هذا ما جوزى به في الدنيا، وأمّا في الأخرى فجهنّم وبئس المصير، هو وكلّ من يعتقد معتقده إن شاء الله تعالى.
وفيها توفّى جيش بن محمد بن صمصامة أبو الفتوح القائد المغربىّ ابن أخت أبى محمود الكتامى «١» أمير أمراء جيوش المغرب ومصر والشام، وتولّى نيابة دمشق غير مرّة، وكان ظالما سفّاكا للدماء؛ ظلم الناس فاجتمع الصلحاء والزّهاد ودعوا عليه، فسلّط الله عليه الجذام حتّى رأى في نفسه العبر، ولم ينته حتّى أخذه الله.
وفيها توفّى الحسين بن أحمد بن الحجّاج أبو عبد الله الشاعر، كان من أولاد العمّال والكتّاب ببغداد، وتولّى حسبة بغداد لعز الدولة بختيار بن «٢» بويه، فتشاغل بالشعر والسّخف والخلاعة عمّا هو بصدده. قلت: وابن الحجّاج هذا يضرب به المثل في السخف والمداعبة والأهاجى. وغالب شعره في الفحش والأهاجى والهزل؛ من ذلك قوله:
[المجتث]
المستعان بربّى ... من كسّ ستّى وزبّى
قد كلّفانى نيكا ... قد كاد يقصف صلبى
وقال ابن خلكان: الشاعر المشهور ذو المجون والخلاعة في شعره. كان فرد زمانه في فنّه، فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة مع عذوبة ألفاظه وسلامة شعره من التكلف؛ ومدح الملوك والأمراء والوزراء. وديوانه كبير أكثر ما يوجد في عشرة مجلدات. والغالب عليه الهزل، وله في الجدّ أيضا. ويقال: إنّه في الشعر [فى «٣» ] درجة