عوضه، وقد ذكرنا ذلك في وقته. وكان بهاء الدولة ظالما غشوما سفّاكا للدماء، حتى إنه كان خواصّه يهربون من قربه. وجمع من المال ما لم يجمعه أحد من بنى بويه إلا إن كان عمه فخر الدولة المقدّم ذكره. ولم يكن في ملوك بنى بويه أظلم منه ولا أقبح سيرة. وكان به مرض الصرع يصرع في دست الملك؛ ورث ذلك عن أبيه، ومات به في أرّجان في يوم الاثنين خامس جمادى الاخرة. وكانت مدّة سلطنته أربعا وعشرين سنة وتسعة أشهر وأياما، ومات وله اثنتان وأربعون سنة وتسعة أشهر، وحمل من أرّجان إلى الكوفة. وتولّى الملك من بعده ولده أبو شجاع بعهد منه.
وفيها توفّى قابوس بن وشمكير أمير الجبال بنيسابور وغيرها. كان أيضا سيّئ السيرة، قتل جماعة من خواصّه وحجّابه ففسدت القلوب عليه، ودبّروا في قتله وقصدوا ابنه منوجهر، ولا زالوا به حتى قبض على أبيه قابوس هذا وقتله بالبرد «١» ، ثم قتل منوجهر جماعة ممن أشار عليه بقتل أبيه، وندم حين لا ينفع الندم.
وفيها توفّى الشريف محمد بن محمد بن عمر العلوىّ أبو الحارث نقيب الطالبيّين بالكوفة. كان شجاعا جوادا ديّنا رئيسا، كانت إليه النقابة مع تسييرا لحاجّ، حجّ بالناس عشر «٢» سنوات، وكان ينفق عليهم [من ماله «٣» ] ويحمل المنقطعين رحمه الله. ومات بالكوفة في جمادى الآخرة.
وفيها توفّى علىّ بن محمد بن خلف الإمام أبو الحسن المعافرىّ القروىّ القابسىّ «٤» الفقيه المالكىّ. كان عالم أهل إفريقيّة حجّ وسمع جماعة، وأخذ بإفريقيّة عن