ابن مسرور «١» الدبّاغ وغيره، وكان حافظا للحديث وعلله، فقيها أصوليّا متكلّما مصنّفا صالحا، وكان أعمى لا يرى شيئا، وهو مع ذلك من أصحّ الناس كتبا وأجودهم تقييدا، يضبط كتبه ثقات أصحابه؛ والذي ضبط له صحيح البخارىّ بمكة رفيقه أبو محمد الأصيلىّ «٢» .
وفيها توفّى محمد بن الطيّب بن محمد بن جعفر بن القاسم القاضى أبو بكر الباقلانى البصرىّ صاحب التصانيف في علم الكلام، سكن بغداد وكان في وقته أوحد زمانه، صنّف في الردّ على الرافضة والمعتزلة والخوارج والجهميّة «٣» . وذكره القاضى عياض فى طبقات الفقهاء المالكية فقال:«هو الملقّب بسيف السنّة، ولسان الأمّة، المتكلّم على لسان أهل الحديث، وطريق أبى الحسن الأشعرىّ، وإليه انتهت رياسة المالكية» .
وفيها توفّى محمد بن موسى أبو بكر الخوارزمىّ الحنفىّ شيخ الحنفيّة وعالمهم ومفتيهم، انتهت إليه رياسة الحنفية في زمانه، وكان تفقّه على أبى بكر أحمد بن علىّ الرازىّ، وسمع الحديث من أبى بكر الشافعىّ، وروى عنه أبو بكر البرقانىّ «٤» . قال القاضى أبو عبد الله الصّيمرىّ بعد ما أثنى عليه:«وما شاهد الناس مثله في حسن الفتوى [والإصابة فيها «٥» ] وحسن التدريس. وقد دعى إلى ولاية الحكم مرارا فامتنع تورّعا» . ومات في جمادى الأولى.