فى عدّة مجلّدات، وأملى «التجريد فى الخلافيّات» أملاه فى سنة خمس وأربعمائة، وأبان فيه عن حفظه لما عند الدار قطنىّ من أحاديث الأحكام وعللها، وصنّف كتاب «التقريب الأوّل» فى الفقه فى خلاف أبى حنيفة وأصحابه فى مجلد، و «التقريب الثانى» فى عدّة مجلّدات. وكانت وفاته فى منتصف «١» رجب من السنة. ومولده سنة اثنتين وستين وثلثمائة. وقد روينا جزأه المشهور عن الشيخ رضوان بن محمد العقبىّ «٢» عن أبى الطاهر بن الكويك «٣» عن محمد بن «٤» البلوىّ انا «٥» عبد الله بن عبد الواحد بن علّاق انا فاطمة بنت سعد الخير الأنصارية انا أبو بكر بن أبى طاهر انا العلّامة أبو الحسين القدورىّ رحمه الله تعالى.
وفيها توفّى الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علىّ بن سينا الرئيس أبو علىّ صاحب الفلسفة والتصانيف الكثيرة. كان إمام عصره فى الحكمة وعلوم الأوائل، بل كان إماما فى سائر العلوم. وتصانيفه كثيرة فى فنون العلوم، حتّى قيل عنه: إنّه ليس فى الإسلام من هو فى رتبته. قال أبو عبد الله الذهبىّ: كان ابن سينا آية فى الذكاء، وهو رأس الفلاسفة الإسلاميّين الذين مشوا خلف العقول، وخالفوا الرسول- قلت-: لم يكن ابن سينا بهذه المثابة بل كان حنفىّ المذهب، تفقّه على