الإمام أبى بكر بن أبى عبد الله الزاهد الحنفى- وتاب فى مرض موته، وتصدّق بما كان معه، وأعتق مماليكه، وردّ المظالم على من عرفه، وجعل يختم فى كلّ ثلاثة أيّام ختمة إلى أن توفّى يوم الجمعة فى شهر رمضان. قلت: ومن يمشى حلف العقول، ويخالف الرسول لا يقلّد الأحكام الشرعية، ولا يتقرّب بتلاوة القرآن العظيم.
وفيها توفّى محمد بن أحمد بن أبى موسى أبو علىّ الهاشمىّ البغدادىّ شيخ الحنابلة وعالمهم، وصاحب التصانيف الكثيرة. مات فى شهر ربيع الاخر.
وفيها توفّى مهيار بن مرزويه الدّيلمىّ أبو الحسن «١» الكاتب الشاعر المشهور، كان مجوسيّا فأسلم على يد الشريف الرضىّ، وهو أستاذه فى الأدب والنّظم والتشيع. اشتغل حتّى مهر فى الأدب والكتابة والتشيّع حتّى صار من كبار الشعراء الروافض «٢» . قال أبو القاسم «٣» بن برهان النحوىّ: كان مجوسيّا فأسلم فى سنة أربع وتسعين وثلثمائة؛ فقلت له: يا أبا الحسن، انتقلت [بإسلامك «٤» ] من زاوية إلى زاوية فى جهنّم؛ قال: وكيف؟
قلت: لأنّك كنت مجوسيّا ثمّ صرت تتعرّض لأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والمجوسىّ والرافضىّ فى النار. انتهى. قلت: وأمّا شعر مهيار ففى غاية الجودة. فمن ذلك قوله:
[البسيط]
أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب ... وأسأل النوم عنكم وهو مسلوب
وأبتغى عندكم قلبا سمحت به ... وكيف يرجع شىء وهو موهوب