الترجمة. ولما اتّفقا قوى أمر ناصر الدولة هذا ودخل إلى مصر واستولى عليها، ولقّب نفسه بسلطان الجيوش، وأمن إلدكز وناصر الدولة هذا كلّ منهما إلى الآخر.
ووقع لهما أمور، إلى أن دخل ناصر الدولة مصر ثالث مرّة، فغدر إلدكز به وقتله، حسب ما ذكرناه مفصّلا فى ترجمة المستنصر. ثمّ خرج إلدكز بمن معه إلى محمود بن ذبيان أمير بنى سنبس فقتلوه، وكان عنده الأمير شاور فقتلوه أيضا، وخرجوا إلى خيمة تاج المعالى بن حمدان أخى ناصر الدولة فقتلوه بعد أن هرب منهم. ثم قطع ابن حمدان المذكور قطعا وأنفذ كلّ قطعة إلى بلد. قلت: وهذا ناصر الدولة آخر من بقى من أولاد بنى حمدان ملوك حلب وغيرها.
وفيها توفّى عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد أبو القاسم القشيرىّ النيسابورىّ. ولد سنة ستّ وسبعين وثلثمائة فى شهر ربيع الأوّل؛ وربّى يتيما فقرأ واشتغل بالأدب والعربية. وكان أوّلا من أبناء الدنيا، فجذبه أبو علىّ «١» الدّقّاق فصار من الصوفيّة. وتفقّه على بكر «٢» بن محمد الطّوسىّ، وأخذ الكلام عن ابن «٣» فورك، وصنّف «التفسير الكبير» و «الرسالة» . وكان يعظ ويتكلّم بكلام الصوفيّة.