وقد روينا رسالته عن حافظ العصر قاضى القضاة شهاب الدّين أحمد بن علىّ ابن حجر انا أبو الحسن «١» بن أبى المجد شفاها انا أبو محمد القاسم «٢» بن مظفّر بن عساكر إجازة إن لم يكن سماعا انا محمد بن على بن محمود العسقلانىّ سماعا انا أمّ المؤيّد «٣» زينب بنت عبد الرحمن الشّعريّة سماعا انا أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه الكرمانىّ انا المؤلّف رحمه الله.
وفيها توفّى السلطان ألب أرسلان عضد الدولة أبو شجاع محمد الملقّب بالملك العادل ابن جغرى بك داود بن ميكائيل بن سلجوق السلجوقىّ التركىّ، ثانى ملوك بنى سلجوق، كان اسمه بالعربىّ محمدا. وبالتركىّ ألب أرسلان. وأصل هؤلاء السّلجوقية من الأتراك فيما وراء النهر، فى موضع بينه وبين بخارى مسافة عشرين فرسخا، وكانوا لا يدخلون تحت طاعة سلطان حتّى صار من أمرهم ما صار. وهو ابن أخى السلطان طغرلبك محمد، وبعده تولّى السلطنة. وألب أرسلان هذا هو أوّل من أسلم من إخوته، وأوّل من لقّب بالسلطان من بنى سلجوق، وذكر على منابر بغداد. وكانت سلطنته بعد عمّه طغرلبك فى سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
ونازعه أخوه قاورد بك فلم يتمّ [له] أمر. وكان ملكا مطاعا شجاعا. مات وهو أجلّ ملوك بنى سلجوق وأعد لهم فى الرعيّة. وهو الذي أنشأ وزيره نظام الملك. وتولّى السلطنة من بعده ولده ملكشاه. ومات ألب أرسلان وعمره أربعون سنة قتلا؛ وكان سبب موته أنه سار فى سنة خمس وستّين وأربعمائة فى مائتى ألف فارس إلى نحو