للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التوقيعات لا يقار به فيها أحد، تدلّ على فضل غزير وعلم واسع. ومات بعلّة التّراقى وهى دمّل يطلع فى الحلق. ومن شعره:

[البسيط]

أذاب حرّ الهوى فى القلب ما جمدا ... يوم «١» مددت إلى رسم الوداع يدا

وكيف أسلك «٢» نهج الاصطبار وقد ... أرى طرائق فى مهوى الهوى قددا

وكانت خلافته خمسا وعشرين سنة وأيّاما. ولم تصف له الخلافة، بل كانت أيّامه مضطربة كثيرة الحروب. وتولّى الخلافة من بعده ابنه المسترشد.

وفيها خرجت والدة السلطان محمود بن محمد شاه من أصبهان إلى السلطان سنجر شاه، فلقيها ببلخ فأكرمها. فقالت له: أدرك ابن أخيك وإلّا تلف، فإنّ الأموال قد تمزّقت، والبلاد قد أشرفت على الأخذ، وهو صبىّ وحوله من يلعب بالملك. فقال لها: سمعا وطاعة. وكان وزير محمود ومدبّر مملكته أبو القاسم، وكان سيئ التدبير ظالما، وكان يخاف من مجىء سنجر شاه المذكور إلى البلاد؛ فأنفق ما فى خزائن محمد شاه فى أربعة أشهر، وباع الجواهر [والأثاث] وأنفقه «٣» فى العساكر فلم يفده ذلك، على ما سيأتى ذكره.

وفيها توفّى بكر بن محمد بن علىّ بن الفضل بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم، الإمام الفقيه الحافظ المحدّث أبو الفضل الأنصارىّ الزّرنجرىّ- وزرنجر: قرية على خمسة فراسخ من بخارى- سمع الحديث الكثير من جماعة كثيرة، وتفرّد بالرواية عن جماعة منهم، لم يحدّث عنهم غيره. وكان بارعا فى الفقه يضرب به المثل، ويقولون: هو أبو حنيفة الصغير. وكان إذا طلب منه أحد من المتفقهة الدرس ألقى