للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه من أىّ موضع أراد من غير مطالعة ولا نظر فى كتاب، وكان إذا أشكل على الفقهاء شىء رجعوا إلى قوله ونقله.

وفيها توفّى الحسين بن محمد بن علىّ بن الحسن الإمام العلّامة أبو طالب الزينبىّ الحنفىّ فريد عصره. ولد سنة عشرين وأربعمائة، وقرأ القرآن وسمع الحديث وبرع فى الفقه وأفتى ودرّس. انتهت إليه رياسة السادة الحنفيّة فى زمانه ببغداد، ولقّب بنور الهدى. وترسّل إلى ملوك الأطراف من قبل الخليفة، وولى نقابة الطالبيّين والعباسيّين. وكان شريف النفس والحسب، كثير العلم جليل القدر.

ومات يوم الاثنين حادى عشر صفر، وصلّى عليه ابنه القاسم، وحمل إلى قبّة أبى حنيفة فدفن داخل القبّة، وله اثنتان وتسعون سنة. وكان سمع من غيلان وغيره، وانفرد ببغداد بروايته صحيح البخارىّ عن كريمة بنت «١» أحمد.

وفيها توفّى محمد بن عتيق بن محمد التميمىّ القيروانىّ. قدم الشام مجتازا إلى العراق. وكان يقرئ علم الكلام بالنّظاميّة، وكان يحفظ كتاب سيبويه. وسمع يوما قائلا ينشد أبيات أبى العلاء المعرّى:

[الطويل]

ضحكنا وكان الضّحك منّا سفاهة ... وحقّ لسكّان البسيطة أن يبكوا

وتحطمنا الأيّام حتّى كأنّنا ... زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك

فقال مجيبا:

كذبت وبيت الله حلفة صادق ... سيسبكنا بعد النّوى من له الملك

ونرجع أجساما صحاحا سليمة ... تعارف فى الفردوس ما عندنا شكّ