قلت: وهو من كتاب الوحي والقراء. وفيها توفّى سلمة بن سلامة وكنيته أبو عوف. وقيل أبو ثابت. وهو من الطبقة الأولى من الأنصار، صحابي مشهور، شهد العقبتين وبدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيها توفّى سهل ابن عمرو بن زيد بن جشم الأنصاري، ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من الصحابة ممن شهد أحداً «١» والخندق وما بعدهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيها توفّى عاصم ابن عدي، وهو من الطبقة الأولى من الأنصار، وكنيته أبو عمرو «٢» وقيل أبو عبد الله، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر إلى قباء.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان وسبعة أصابع. وقال صاحب درر التيجان: وسبعة عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعاً وخمسة أصابع.
*** السنة الثانية من ولاية عقبة بن عامر الجهني على مصر وهي سنة ست وأربعين- فيها عزل الخليفة معاوية عبد الرحمن بن سمرة عن سجستان وولاها الربيع بن زياد الحارثي، فخاف الترك وجمع ملكهم «كابل شاه» الجموع وزحف على المسلمين فنزح المسلمون عن مدينة كابل، ثم لقيهم الربيع هذا وقاتلهم (أعني الترك) فهزمهم الله تعالى؛ وساق وراءهم المسلمين إلى الرخج، وغنموا منهم شيئاً كثيراً. وشتى المسلمون بأرض الروم في هذه السنة. وفيها توفي عبد الرحمن بن خالد بن الوليد لما رجع من بلاد الروم إلى حمص، وكان قد شتى بالروم وفتح حصوناً كثيرة، فسقاه ابن أثال «٣» النصراني شربة مسمومة فمات منها. وهو ممن أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم