أبي بصرة الصحابيين، تحويهم القبة التي هدمها السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ثم بناها البناء المعهود الآن. ورئي بعض الأمراء في النوم ممن جاوره، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بمجاورة عقبة. وروي له من البركات روايات كثيرة: منها أن رجلاً أسر له ولد فأتى قبر عقبة ودعا الله عز وجل فقام من عند قبره فلقي ابنه في الطريق. انتهى كلام صاحب مهذب الطالبين.
*** السنة الأولى من ولاية عقبة بن عامر الجهني على مصر وهي سنة خمس وأربعين- فيها غزا معاوية بن حديج إفريقية من بلاد المغرب. وفيها سار عبد الله بن سوار العبدي فافتتح القيقان وغنم وسلم وعاد. وفيها عزل عبد الله ابن عامر عن البصرة، فاستعمل عليها معاوية الحارث بن عمرو الأزدي ثم عزل عن قريب وولّى عليها زياد بن أبيه، فبادر زياد وقتل سهم بن غالب الذي كان خرج في أول الأمر على معاوية وصلبه. وفيها توفيت أم المؤمنين حفصة بنت عمر ابن الخطاب زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمها زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون. قال ابن سعد بإسناده: ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين. وذكر الذهبي وفاتها في سنة إحدى وأربعين وتابعه جماعة على ذلك. وفيها توفّى زيد بن ثابت بن الضحّاك ابن زيد الأنصاري الصحابي، وهو من الطبقة الثالثة من الأنصار، كنيته أبو سعيد وقيل أبو خارجة. قال الإمام أحمد بن حنبل حدثنا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر وأصدقها حياءً عثمان وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت» .