وقال محمد بن عمرو:«١» يروي مسلمة بن مخلّد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: وتحول إلى مصر ونزلها، وكان مع أهل خربتا، وكانوا «٢» أشدّ أهل المغرب [وأعده]«٣» ، وكان له بها ذكر ونباهة؛ ثم صار إلى المدينة فمات بها فى خلافة معاوية. اهـ.
قلت: وهذا القول يخالف فيه الجمهور. والذي قاله المؤرخون: إنه استمر على عمله حتى توفي لخمس بقين من شهر رجب سنة اثنتين وستين. وكانت ولايته على مصر خمس عشرة سنة وأربعة أشهر. وتولى مصر من بعده سعيد بن يزيد.
وقال الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن يونس على ما أخبرنا: شهد مسلمة فتح مصر واختط بها، وولي الجند لمعاوية بن أبي سفيان ولابنه يزيد بن معاوية؛ وروى عنه من أهل مصر علي بن رباح وهشام بن أبي رقيّة وأبو قبيل وهلال ابن عبد الرحمن ومحمد بن كعب وغيرهم، توفي بالإسكندرية سنة اثنتين وستين في ذي القعدة.
حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا وكيع حدثنا موسى ابن علي عن أبيه قال: سمعت مسلمة بن مخلّد يقول: ولدت حين قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة، وتوفي وأنا ابن عشر سنين. قال ابن يونس: هذا الحديث غريب، وقد رواه معن بن عيسى وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهما عن موسى ابن علي. انتهى كلام ابن يونس.
هذا ما وقع لنا من أخبار مسلمة بن مخلد المذكور، ويأتي ذكره أيضاً في سني ولايته على مصر كما هي عادتنا في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.