*** السنة الأولى من ولاية مسلمة بن مخلد على مصر وهي سنة ثمان وأربعين- فيها كتب معاوية بن أبي سفيان الخليفة إلى زياد لما بلغه قتل عبد الله بن سوار:
أنظر لي رجلاً يصلح لثغر الهند أوجهه إليه؛ فوجه إليه زياد سنان بن سلمة «١» الهذلي، فولاه معاوية الهند. وفيها عزل معاوية مروان بن الحكم عن إمرة المدينة بسعيد بن العاص الأموي. وفيها قتل بالهند عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. وفيها توفي الحارث بن قيس الجعفي الفقيه صاحب عبد الله بن مسعود، وقيل: إنه مات في غير هذه السنة. وفيها كان مشتى عبد الرحمن القيني «٢» بإنطاكية.
وفيها كانت صائفة عبد الله بن قيس الفزاري. وفيها كانت غزوة مالك بن هبيرة السكوني في البحر. وفيها استعمل زياد غالب بن فضالة الليثي على خراسان، وكانت له صحبة. وفيها حج بالناس مروان بن الحكم، وهو يتوقع العزل لموجدةٍ كانت من معاوية عليه، وارتجع معاوية منه فدك وكان وهبها له.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ستة أذرع وعشرون إصبعاً، مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعاً وإصبعان.
*** السنة الثانية من ولاية مسلمة بن مخلد على مصر وهي سنة تسع وأربعين- فيها شتى مالك بن هبيرة بأرض الروم، وقيل ما شتى بها إلا فضالة بن عبيد الأنصاري.
وفيها حج بالناس سعيد بن العاص؛ وفيها قتل زياد بالبصرة الخطيم الباهلىّ الخارجىّ.