قال: فلعن الله المدّاح والممدوح؛ فليس هذا فى القبح إلّا كقول فرعون: أنا ربّكم الأعلى. وقال الحافظ شمس الدين الذهبىّ: وقال بعض شعرائهم فى المهدىّ- وهو غاية فى الكفر-:
[البسيط]
حلّ برقّادة المسيح ... حلّ بها آدم ونوح
حلّ بها الله فى «١» علاه ... وما سوى الله فهو ريح
قال: وهذا أعظم كفرا من النصارى؛ لأنّ النصارى يزعمون أن الجزء الإلهى حلّ بناسوت «٢» عيسى فقط، وهؤلاء يعتقدون «٣» حلوله فى جسد آدم ونوح والأنبياء وجميع الأمة. هذا اعتقادهم. لعنهم الله!.
وقال القاضى شمس الدين بن خلّكان- رحمه الله-: سمعت جماعة من المصريّين يقولون: هؤلاء القوم فى أوائل دولتهم قالوا لبعض العلماء: اكتب لنا ألقابا فى ورقة تصلح للخلفاء، حتى إذا تولّى واحد لقّبوه ببعض تلك الألقاب.
فكتب لهم ألقابا كثيرة، وآخر ما كتب فى الورقة العاضد؛ فاتّفق أنّ آخر من ولى منهم تلقّب بالعاضد. وهذا من عجيب الاتّفاق. وأخبرنى أحد علماء المصريّين أيضا: أنّ العاضد المذكور فى آخر دولته رأى فى منامه أنّه بمدينة مصر، وقد خرجت إليه عقرب من مسجد هو معروف بها، فلدغته. فلما استيقظ ارتاع لذلك فطلب بعض معبّرى الرؤيا وقصّ عليه المنام؛ فقال: ينالك مكروه من شخص هو مقيم بالمسجد. فطلب والى مصر وقال له: اكشف عمّن هو مقيم بالمسجد الفلانىّ- وكان العاضد قد رأى ذلك المسجد- فإذا رأيت به أحدا أحضره إلىّ. فمضى الوالى