للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى آخره؛ غير أنّ الذي نذكره هنا متعلّق بالوزراء وكيفيّة انفصال الدولة الفاطمية واتّصال الدولة الأيّوبيّة.

فأوّل الأمر قتل العاضد وزيره الملك الصالح طلائع بن رزّيك، وكنيته أبو الغارات الأرمنىّ الأصل. أقام وزيرا بمصر سبع سنين، وقد ذكرنا ابتداء أمره فى آخر ترجمة الظافر وأوّل ترجمة الفائز، وكان الفائز معه كالمحجور عليه. ولمّا مات الفائز أقام العاضد هذا فى الخلافة، وتولّى تدبير ملكه على عادته، وولّى شاور بن مجير «١» السعدىّ الصعيد. ثم ثقل طلائع هذا على العاضد فدبّر فى قتله. فلمّا كان عاشر شهر رجب سنة ستّ وخمسين وخمسمائة حضر الصالح طلائع إلى قصر الخلافة، فوثب عليه باطنىّ فضر به بسكّين فى رأسه، ثم فى ترقوته فحمل إلى داره، وقتل الباطنىّ.

ومات الملك الصالح طلائع بن رزّيك من الغد، فحزن الناس عليه لحسن سيرته، وأقيم المأتم عليه بالقصر وبالقاهرة ومصر. وكان جوادا ممدّحا فاضلا شاعرا كثير الصدقات حسن الآثار، بنى جامعا خارج بابى زويلة يعرف بجامع «٢» الصالح، وآخر بالقرافة «٣» وتربة «٤» إلى جانبه، وهو مدفون بها. وقام بعده فى الوزر أبنه رزّيك بن طلائع