للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعداء الله أصفياء؛ وتقطّعوا أمرهم [بينهم] شيعا، وفرّقوا أمر الأمة وكان مجتمعا؛ وكذّبوا بالنار فعجّلت لهم نار الجتوف، ونثرت أقلام الظّبا حروف رءوسهم نثر الأقلام للحروف؛ ومزّقوا كلّ ممزّق، وأخذ منهم كلّ مخنّق، وقطع دابرهم، ووعظ آئبهم غابرهم، ورغمت أنوفهم ومنابرهم؛ وحقّت عليهم الكلمة تشريدا وقتلا، وتمّت كلمات ربّك صدقا وعدلا. وليس السيف عمّن سواهم من [كفّار «١» ] الفرنح بصائم، ولا اللّيل عن السير إليهم بنائم. ولا خفاء عن المجلس الصاحبىّ أنّ من شدّ عقد خلافة وحلّ [عقد «٢» ] خلاف، وقام بدولة وقعد بأخرى قد عجز عنها الأخلاف والأسلاف؛ فإنّه مفتقر إلى أن يشكر ما نصح، ويقلّد ما فتح، ويبلّغ ما اقترح، ويقدّم حقّه ولا يطّرح، ويقرّب مكانه وإن نزح؛ وتأتيه التشريفات الشريفة.

- ثم قال بعد كلام آخر-: وقد أنهض لإيصال ملطّفاته، وتنجيز تشريفاته «٣» ؛ خطيب الخطباء بمصر، وهو الذي اختاره بمصر لصعود المنبر، وقام بالأمر قيام من برّ.

واستفتح بلبس السواد الأعظم، الذي جمع الله عليه السواد الأعظم» .

ثم كتب السلطان صلاح الدّين إلى الملك العادل نور الدين يطلب منه أباه وأقاربه. ويأتى ذلك كلّه فى ترجمة صلاح الدين مفصّلا، إن شاء الله تعالى.

وقد ذكرنا أقوال جماعة من العلماء والمؤرّخين فى أحوال العاضد وتوليته ووفاته ونسبه.

والآن نذكر الأسباب التى كانت سببا لذهاب ملك العاضد وزوال دولة الفاطميّين بنى عبيد من ديار مصر، وابتداء ملك بنى أيّوب على سبيل الاختصار مجملا.

وقد ذكرنا ذلك كلّه فى التراجم والحوادث على عادة سياق هذا الكتاب من أوّله