للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقبره معروف يقصد للزيارة. قيل إنّ الخبوشانىّ لمّا أراد نبشه قال: لا يتّفق مجاورة زنديق إلى صدّيق. ثم نبشه قال صاحب المرآة وغيره: كان (يعنى الكيزانىّ) زاهدا عابدا قنوعا من الدنيا باليسير. وله شعر جيّد، وديوانه مشهور. ومن شعره:

[الرمل]

اصرفوا عنّى طبيبى ... ودعونى وحبيبى

عللّوا قلبى بذكرا ... هـ فقد زاد لهيبى

طاب هتكى فى هواه ... بين واش ورقيب

ما أبالى بفوات النّ ... فس ما دام نصيبى

ليس من لام وإن أط ... نب فيه بمصيب (١)

جسدى راض بسقمى ... وجفونى بنحيبى

ومن شعره أيضا قوله من أبيات:

[الكامل]

يا من يتيه على الزمان بحسنه ... اعطف على الصّبّ المشوق التائه

أضحى يخاف على احتراق فؤاده ... أسفا لأنّك منه فى سودائه

قلت: وللكيزانىّ كلام فى علم الطريق ولسان حلو فى الوعظ، وكان للناس فيه محبّة ولكلامه تأثير فى القلوب؛ ولا يلتفت لقول الخبوشانىّ فيه؛ لأنّهما أهل عصر واحد، وتهوّر الخبوشانىّ معروف، كما سيأتى ذكره فى وفاته إن شاء الله تعالى.

وفيها توفّى محمد بن عبد الله بن عبّاس الشيخ أبو عبد الله الحرّانىّ. كان شهد عند القاضى أبى الحسن الدامغانىّ الحنفىّ، وعاش حتّى لم يبق من شهوده غيره. وسمع الحديث، وصنّف كتابا سمّاه «روض الأدباء» . قال الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن