للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

*** السنة السادسة من ولاية مسلمة بن مخلد على مصر وهي سنة ثلاث وخمسين- فيها أستعمل معاوية على الكوفة الضحاك بن قيس الفهرىّ بعد موت زياد بن أبيه، واستعمل على البصرة سمرة بن جندب، وعزل عبيد الله ابن أبي بكرة عن سجستان وولاها لعباد بن زياد بن أبيه، فغزا عباد المذكور قندهار حتى بلغ بيت الذهب، فجمع له الهند جمعاً هائلاً، فقاتلهم عباد حتى هزمهم، ولم يزل على إمرة سجستان حتى توفي معاوية بن أبي سفيان. وفيها توفّى عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق في نومة نامها، واسم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان التيمي القرشي الصحابي، مات بمكة وكان شجاعاً رامياً، أسلم قبل الفتح. وفيها توفي عمرو بن حزم الخزرجي الصحابي، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على نجران، وكان من نجباء «١» الصحابة. وفيها شتى عبد الرحمن بن أم الحكم بأرض الروم. وفيها أقام الموسم سعيد بن العاص. وفيها أمر معاوية على خراسان عبيد الله بن زياد.

وفيها قتل عابد بن ثعلبة البلوي أحد الصحابة، قتله الروم بالبرلس. وفيها فتحت رودس (جزيرة في البحر) فتحها جنادة بن أبي أمية الأزدي ونزلها المسلمون وهم على حذر من الروم، وكانوا أشد شيء على الروم يعترضونهم في البحر ويأخذون سفنهم، وكان معاوية يدر لهم العطاء، وكان العدو قد خافهم، فلما مات معاوية أقفلهم ابنه يزيد. وفيها توفّى زياد بن أبيه، كان ولي الكوفة والبصرة والعراق لمعاوية، وكان من دهاته»

؛ وقال مسكين الدارمىّ يرثيه بقوله:

رأيت زيادة الإسلام ولت ... جهاراً حين ودعنا زياد