زنكى قد أعطاه إربل «١» ، فمضى إليها وأقام بها حتّى مات فى ذى الحجّة. وكانت أيّامه على الموصل إحدى وعشرين سنة ونصفا. وملك بعده ابنه زين الدّين يوسف ابن علىّ بن مظفّر الدّين كوكبورى.
وفيها توفّى محمد بن عبد «٢» الحميد أبو الفتح علاء الدّين الرازىّ «٣» السّمرقندىّ صاحب «التعليقة» و «المعترض والمختلف» على مذهب الإمام الأعظم أبى حنيفة، رضى الله عنه. وكان إماما بارعا مفتنّا، كان من فرسان الكلام؛ قدم بغداد وناظر وبرع وفاق أهلها. وكان شحيحا بكلامه؛ فكانوا يوردون عليه أسئلة وهو عالم بأخوبتها، فيكاد ينقطع ولا يذكرها لشحّه ولئلّا تستفاد منه؛ وعلم ذلك منه علماء عصره. وقيل: إنّه تنسّك وترك المناظرة مع شهادة أهل عصره من العلماء له بالسّبق والفضيلة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو المعالى أحمد ابن عبد الغنى الباجسرائىّ «٤» . والقاضى الرشيد أبو الحسين «٥»[أحمد بن] علىّ بن الزّبير الأسوانى الكاتب بمصر. وأبو المظفّر أحمد بن محمد بن علىّ الكاغدىّ فى رجب ببغداد. وأبو بكر أحمد بن المقرّب الكرخىّ فى ذى الحجّة. وأبو المناقب حيدرة بن عمر بن إبراهيم العلوىّ الزّيدىّ فى ذى الحجّة بالكوفة. وأبو طاهر الخضر بن الفضل