إلى حلب وحاصرها حتى أخذها من عماد الدين زنكى ابن أخى نور الدين الشهيد، وبذل له عوضها سنجار، وعمل الناس فى ذلك أشعارا كثيرة، منها:
وبعت بسنجار خير القلاع ... ثكلتك من بائع مشترى
وكان فى أيّام حصار حلب أصاب تاج الملوك بورى بن أيّوب سهم فى عينه فمات بعد أيّام، فحزن أخوه السلطان صلاح الدين عليه حزنا شديدا، وكان يبكى ويقول:
ما وفت حلب بشعرة من أخى تاج الملوك بورى. وخرج عماد الدين من حلب وسار إلى سنجار. ولمّا طلع صلاح الدين إلى قلعة حلب فى سلخ صفر [أنشدنا «١» ] القاضى [محيى الدين «٢» بن] زكىّ الدين محمد بن علىّ القرشىّ قاضى دمشق أبياتا منها:
وفتحه «٣» حلبا بالسيف فى صفر ... مبشّر بفتوح القدس فى رجب
فكان كما قال، لكن بعد سنين؛ وهو الذي [خطب «٤» ] بالقدس لمّا فتحه صلاح الدين فى رجب.
وفيها توفّى محمد بن بختيار الأديب، أبو عبد الله المولّد «٥» المعروف بالأبله البغدادىّ الشاعر المشهور، كان شاعرا ماهرا جمع فى شعره بين الصناعة والرقّة.