فيها توفّى الأمير أسامة بن مرشد بن علىّ بن المقلّد بن نصر بن منقذ الأمير أبو الحارث «١» مؤيّد الدولة مجد الدين الكنانىّ. مولده بشيزر فى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وكانت له اليد الطّولى فى الأدب والكتابة والشعر، وكان فارسا شجاعا عاقلا مدبّرا، كان يحفظ عشرين ألف بيت من شعر العرب الجاهليّة، وطاف البلاد ثم استوطن حماة فتوفّى فيها «٢» فى شهر رمضان، وقد بلغ ستا وتسعين سنة.
وله ديوان شعر مشهور، وكان السلطان صلاح الدين مغرى بشعره. ومن شعره فى قلع الضّرس:
لم ألقه مذ تصاحبنا فمذ «٤» وقعت ... عينى عليه افترقنا فرقة الأبد
وقال فى أيّام الملك العادل نور الدين الشهيد:
سلطاننا زاهد والناس قد زهدوا ... له فكلّ على الخيرات منكمش
أيّامه مثل شهر الصّوم طاهرة ... من المعاصى وفيها الجوع والعطش
وفيها توفّى مجاهد الدين خالص بن عبد الله الناصرىّ خادم الخليفة الناصر لدين الله، كان قريبا من الخليفة سلّم إليه مماليكه الخواص؛ وكان سليم الباطن ديّنا، صلى به إمامه صلاة الفجر فقرأ الإمام فيها: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ
فلمّا سمع خالص ذلك رفع صوته وهو فى الصلاة وقال: صلّى الله عليك يا رسول الله.