للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دينارى وتأخذ بثأره؛ فسار صاحب أرزن إلى خلاط، وخرج الهزار دينارى للقائه، فضربه صاحب أرزن فأبان رأسه، وعاد إلى أرزن الروم. وبقيت خلاط بغير ملك، وكان الأوحد بن العادل صاحب ميّافارقين، فكاتبوه أهل خلاط فجاء إليهم واستولى عليها.

وفيها حجّ بالناس من العراق ياقوت «١» .

وفيها توفّى محمود «٢» بن هبة الله بن أبى القاسم الحلبىّ أبو الثناء البزّاز. كان فاضلا قرأ القرآن، وسمع الحديث على إسماعيل بن موهوب بن الجواليقىّ، وحكى عنه قال:

كنت فى حلقة والدى بجامع القصر، فوقف عليه شابّ وقال: ما معنى قول القائل:

وصل الحبيب جنان الخلد أسكنها ... وهجره النار يصلينى به النارا

فالشمس بالقوس أضحت «٣» وهى نازلة ... إن لم يزرنى وبالجوزاء إن زارا

فقال له والدى: يا بنىّ، هذا شىء يتعلّق بعلم النجوم لا بعلم الأدب. ثم قام والدى وآلى على نفسه ألّا يعود إلى مكانه حتّى ينظر فى علم النجوم، ويعرف مسير الشمس والقمر، فنظر فيه وعلمه. ومعنى الشعر: أنّ الشمس إذا نزلت القوس يكون الليل فى غاية الطول، وإذا كانت فى الجوزاء كان فى غاية القصر.

قلت: ومحصول البيتين: أنّه إذا لم يزره محبوبه كان الليل عليه أطول الليالى، وإذا زاره كان عليه أقصر الليالى، فقصد القوس للطّول، والجوزاء للقصر.

وهذا يشبه قول القائل، وقد تقدّم ذلك فى غير هذا المحلّ من هذا الكتاب،: