وفيها توفّى الملك الأوحد نجم الدين أيّوب ابن السلطان الملك العادل أبى بكر صاحب الترجمة. كان صاحب خلاط وغيرها فى أيام أبيه الملك العادل، وقد تقدّم ذكر أخذه خلاط وغيرها؛ وكان قد ابتلى بأمراض مزمنة، وكان يتمنّى الموت وكان قد استزار أخاه الملك الأشرف موسى من حرّان، فأقام عنده أياما، واشتدّ مرضه فطلب الأشرف الرجوع إلى حرّان لئلا يتخيّل منه الأوحد، فقال له الأوحد: يا أخى، لم تلحّ فى الرّواح! والله إنّى ميّت وأنت تأخذ البلاد من بعدى، فكان كذلك. وملك الأشرف بعد موته خلاط وأحبّه أهلها. كلّ ذلك فى حياة أبيهما الملك العادل هذا. فكانت مدّة تملّك الأوحد خلاط أقلّ من خمس سنين، ووجد عليه الملك العادل كثيرا.
وفيها توفّى محمود بنعثمان بن مكارم أبو الثناء الحنبلىّ، كان شيخا زاهدا عابدا صاحب رياضات ومجاهدات يصوم الدهر، وانتفع بصحبته خلق كثير، وكان من الأبدال.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو جعفر أحمد ابن علىّ الأنصارىّ الدّانىّ «١» الحصّار المقرئ ببلنسية، استشهد فى وقعة «٢» العقاب هو وخلق من المسلمين. وأبو الفرج محمد بن علىّ بن حمزة بن القبّيطىّ، وله نيّف وثمانون سنة. والحافظ أبو نزار ربيعة بن الحسن الحضرمىّ اليمنىّ بمصر عن اثنتين «٣» وثمانين سنة. وأبو [شجاع «٤» ] زاهر بن رستم المقرئ بمكّة.