وفيها توفّى الملك الفائز إبراهيم ابن الملك العادل أبى بكر ابن الأمير نجم الدين أيّوب أخو الملك الكامل صاحب الترجمة. وقد تقدّم أنّه كان يريد الوثوب على أخيه الملك الكامل، واتّفق مع ابن المشطوب حتّى أخرجهما أخوه الملك المعظّم عيسى من مصر؛ فمات الفائز بين سنجار والموصل، فحمل إلى سنجار ودفن بتربة عماد الدّين زنكى والد السلطان الملك العادل نور الدين محمود الشهيد، ومات وهو فى عنفوان شبيبته.
وفيها توفّى الأمير أقباش بن عبد الله الناصرى. قال أبو المظفّر: «اشتراه الخليفة (يعنى الناصر لدين الله) وهو ابن خمس عشرة سنة بخمسة آلاف دينار، ولم يكن بالعراق أجمل صورة منه، ثم قرّبه إليه ولم يكن يفارقه؛ فلمّا ترعرع ولّاه إمرة الحاجّ والحرمين، وكان متواضعا محبوبا إلى القلوب. قتل بمكّة المشرّفة فى واقعة بين أشراف مكّة، خرج ليصلح بينهم فقتل. وكان قتله فى سادس «١» عشر ذى الحجّة.
وفيها توفّى الشيخ عبد الله «٢» بن عثمان بن جعفر بن محمد اليونينىّ «٣» ، أصله من قرية من قرى بعلبك يقال لها «يونين» . كان صاحب رياضات وكرامات ومجاهدات ومكاشفات، وكان من الأبدال. وكانت وفاته يوم السبت فى العشر الأوّل من ذى الحجّة- رحمه الله-.
وفيها توفّى الشريف قتادة بن إدريس أبو عزيز «٤» الحسينىّ المكىّ أمير مكّة.
كان شيخا عارفا منصفا نقمة على عبيد مكّة المفسدين، وكان الحاجّ فى أيّامه فى أمان