على أموالهم ونفوسهم، وكان يؤذّن فى الحرم ب «حىّ على خير العمل» على قاعدة الرافضة، وما كان يلتفت إلى أحد من خلق الله تعالى، ولا وطئ بساط الخليفة ولا غيره، وكان يحمل إليه من بغداد فى كلّ سنة الذهب والخلع وهو بداره فى مكّة، وهو يقول: أنا أحقّ بالخلافة [من الناصر «١» لدين الله] ، ولم يرتكب كبيرة فيما قيل.
قلت: وأىّ كبيرة أعظم من الرّفض وسبّ الصحابة! - رضى الله عنهم-.
وفيها توفّى محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيّوب الملك المنصور صاحب حماة.
كان شجاعا محبّا للعلماء والفضلاء، مات بحماة ودفن بها. وقام بعده ولده الأكبر الملك الصالح الناصر قليج أرسلان. وجرى له مع الملك الكامل صاحب الترجمة أمور وفصول.
وفيها توفّى محمود بن محمد بن قرا أرسلان بن أرتق الملك الصالح ناصر الدين صاحب آمد، كان شجاعا عاقلا جوادا محبّا للعلماء، وكان الأشرف يحبّه، وجاء إلى الأشرف وخدمه غير مرّة؛ ومات بآمد فى صفر. وقام بعده ولده مسعود، وكان مسعود ضدّ اسمه بخيلا فاسقا، حصره الملك الكامل هذا وظفر به وأخذه إلى مصر وأحسن إليه؛ فكاتب الروم وسعى فى هلاك الكامل، فحبسه الكامل- لمّا سمع ذلك- فى الجبّ «٢» مدّة ثم أطلقه، فمضى إلى التتار، وكان معه الجواهر والأموال فقتلته التتار، وأخذوا جميع ما كان معه.