وفيها حجّ بالناس من الشام الشجاع [علىّ «١» ] بن السلّار، ومن ميافارقين الشهاب غازى ابن الملك العادل.
وفيها توفّى السلطان الملك المعظّم شرف الدين عيسى ابن الملك العادل أبى بكر ابن أيّوب بن شادى الأيّوبىّ صاحب الشام. قال أبو المظفّر: وفيها توفّى الملك المعظّم العالم الفقيه المجاهد فى سبيل الله الغازى النحوىّ اللغوىّ. ولد بالقاهرة سنة ستّ وسبعين وخمسمائة، ونشأ بالشام وقرأ القرآن وتفقّه على مذهب أبى حنيفة بجمال «٢» الدين الحصيرىّ، وحفظ المسعودىّ، واعتنى «بالجامع «٣» الكبير» ، وقرأ الأدب [والنحو «٤» ] على تاج الدين «٥» الكندىّ، فأخذ عنه «كتاب سيبويه» وشرحه الكبير للسيرافىّ، «والحجّة فى القراءات» لأبى علىّ الفارسىّ «والحماسة» ، وقرأ عليه «الإيضاح» لأبى علىّ حفظا؛ ثمّ ذكر مسموعاته فى الحديث وغيره إلى أن قال:
وشرح الجامع الكبير، وصنّف الردّ «٦» على الخطيب، والعروض، وله «ديوان شعر» .
قال: وكان شجاعا مقداما كثيرا لحياء متواضعا مليح الصورة ضحوكا غيورا جوادا حسن السّيرة. وأطلق أبو المظفّر عنان القلم فى ميدان محاسنه حتّى إنّه ساق ترجمته فى عدّة أوراق فى مرآة الزمان.