وفيها توفّى كريم الدين الخلاطىّ الأمير، كان أديبا لطيفا حسن اللّقاء ذا مروءة خدم الأشرف والمعظّم والكامل، وحجّ بالناس أميرا من الشام، وتوفّى بدمشق ودفن بقاسيون عند مغارة الجوع.
وفيها توفّى الصلاح «١» الإربلىّ، كان أديبا فاضلا شاعرا، خدم مظفّر الدّين صاحب إربل، ثمّ انتقل إلى خدمة الملك المغيث بن العادل، ثمّ خدم الكامل وتقدّم فى دولته وصار نديمه؛ ثم سخط عليه، لأنّه بعثه رسولا إلى أخيه المعظّم فنقل عنه أنّ المعظّم استماله، فحبسه الكامل فى الجبّ «٢» مدّة سنتين، ثم رضى عنه وأخرجه. ومن شعره من قصيدة:
من يوم فراقنا على التحقيق ... هذى كبدى أحقّ بالتمزيق
لو دام لنا الوصال ألفى سنة ... ما كان يفى بساعة التفريق
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفى إسماعيل بن علىّ بن إسماعيل ابن ماتكين الجوهرىّ فى ذى القعدة، وله ثمانون سنة. ونجم الدين ثابت بن بادان «٣» التّفليسى الصّوفىّ شيخ الأسديّة. وسراج الدين الحسين بن أبى بكر المبارك بن محمد الزّبيدىّ الحنبلىّ فى صفر، وله خمس وثمانون سنة. وزكريّا بن علىّ بن حسّان العلبىّ فى شهر ربيع الأوّل. والخادم طغريل أتابك الملك العزيز «٤» ومدبّر دولته.
والشيخ القدوة عبد الله بن يونس الأرمنىّ «٥» . والسيف الآمدىّ علىّ بن أبى علىّ بن محمد بن سالم الثّعلبى فى صفر، وله ثمانون سنة. والمحدّث أبو رشيد محمد بن أبى بكر