للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصاح الشيخ ونزل من على المنبر وقصده فلم يجده، ووجد موضعه حفرة بها دم ممّا فحص برجلية عند إنشاد الشيخ البيت. انتهى كلام أبى المظفّر باختصار.

وفيها توفّى الشيخ طىّ «١» المصرىّ مويد الشيخ محمد الفزارىّ، قدم الشام وأقام مدّة بزاويته، وكان يغشاه الأكابر، وانتفع بصحبته جماعة، وكان زاهدا عابدا، ودفن بزاويته بدمشق.

وفيها توفّى الشيخ عبد الله الارمنى الزاهد العابد الورع، كان رحّالا سافر إلى البلاد ولقى الأبدال وأخذ عنهم، وكان له مجاهدات ورياضات وعبادات وسياحات، وكان فى بداية أمره لا يأوى إلّا البرارى القفار ويتناول المباحات؛ قرأ القرآن وكتاب القدورى فى الفقه، وصحب رجالا من الأولياء، وكان معدودا من فقهاء الحنفية؛ وله حكايات ومناقب كثيرة. ومات فى يوم الجمعة تاسع عشرين ذى القعدة، ودفن بسفح قاسيون، وقد جاوز سبعين سنة.

وفيها توفّى العلّامة سيف الدّين علىّ بن أبى علىّ بن محمد بن سالم المعروف بالسيف الآمدىّ، كان إماما بارعا لم يكن فى زمانه من يجاريه فى علم الكلام.

قال أبو المظفّر: وكان يرمى بأشياء ظاهرها أنّه كان بريئا منها، لأنّه كان سريع الدّمعة، رقيق القلب سليم الصدر، وكان مقيما بحماة وسكن دمشق، وكان بنو العادل:

المعظّم والأشرف والكامل يكرهونه لما اشتهر عنه من الاشتغال بالمنطق وعلوم الأوائل. ثم قال أبو المظفّر بعد كلام آخر: وأقام السيف خاملا فى بيته إلى أن توفّى فى صفر، ودفن بقاسيون فى تربته.