يكرهونه وينسبونه إلى التكبّر والظلم؛ فاحتاج الصالح أن يبعث إلى الخوارزميّة، وهم على حرّان يستنجدهم، فساقوا جريدة من حرّان، وكبسوا لؤلؤا، فنجا وحده، ونهبوا أمواله وخرائنه وجميع ما كان فى عسكره.
وفيها توفّى الملك الأشرف أبو الفتح مظفر الدين موسى شاه أرمن ابن السلطان الملك العادل أبى بكر ابن الأمير نجم الدين أيّوب، أخو الملك الكامل محمد صاحب الترجمة. وأوّل شىء ملكه الأشرف هذا من القلاع والبلاد الرّها فى أيّام أبيه، وآخر شىء دمشق. ومات بها بعد أن ملك قلاع ديار بكر سنين. وقد تقدّم من ذكره نبذة كبيرة فى حوادث دولة أخيه الكامل، وفى غزوة دمياط وغير ذلك.
ومولده سنة ثمان «١» وسبعين وخمسمائة بقصر «٢» الزّمرّد بالقاهرة قبل أخيه المعظّم عيسى بليلة واحدة، وكان مولدهما بموضع واحد- وقيل: كان بقلعة الكرك- والأول أشهر. وكان الملك الأشرف ملكا كريما حليما واسع الصدر كريم الأخلاق كثير العطايا، لا يوجد فى خزائنه شىء من المال مع اتّساع مملكته؛ ولا تزال عليه الديون؛ ونظر يوما فى دواة كاتبه وشاعره كمال «٣» الدين علىّ بن النّبيه المصرىّ فرأى بها قلما واحدا فأنكر عليه، فأنشد الكمال بديها دو بيت: