بعثت إليه بعشرين ألف دينار، فعادت إلىّ مع غلمانى، وغضب وأرد نصف ما فى خزائن مصر.
قلت: واستولى الصالح على ملك مصر وقبض على أخيه العادل صاحب الترجمة فى يوم الاثنين خامس عشرين ذى الحجّة وحبسه عنده بالقلعة سنين.
قال سعد الدين مسعود بن حمّويه: وفى خامس شوّال سنة ستّ وأربعين وستمائة جهّز الصالح أخاه أبا بكر العادل ونفاه إلى الشّوبك، وبعث إليه الخادم محسنا يكلّمه فى السفر، فدخل عليه الحبس «١»
وقال له: السلطان يقول لك: لا بدّ من رواحك إلى الشّوبك، فقال: إن أردتم أن تقتلونى فى الشوبك فهاهنا أولى ولا أروح أبدا، فعذله محسن، فرماه بدواة كانت عنده، فخرج وعرّف الصالح أيّوب بقوله، فقال: دبّر أمره، فأخذ المحسن ثلاث مماليك ودخلوا عليه ليلة الاثنين ثانى عشر شوّال فخنقوه بشاش وعلّقوه به، وأظهروا أنه شنق نفسه وأخرجوا جنازته مثل بعض الغرباء، ولم يتجاسر أحد أن يترحّم عليه أو يبكى حول نعشه، وعاش بعده الملك الصالح عشرة أشهر رأى فى نفسه العبر من مرض تمادى به وما نفعه الاحتراز كما سيأتى ذكره فى ترجمته. إن شاء الله تعالى. وزاد ابن خلّكان «٢»
فى وفاته بأن قال: ودفن فى تربة شمس الدولة خارج باب النصر- رحمه الله تعالى-.
وكان للعادل المذكور ولد صغير يقال له الملك المغيث مقيم بالقلعة فلا زال بها إلى أن وصل ابن عمّه الملك المعظم توران شاه بعد موت أبيه الصالح نجم الدين إلى المنصورة، وسيّر المغيث المذكور من هناك ونقله إلى الشّوبك؛ فلمّا جرت الكائنة على المعظّم ملك المغيث الكرك وتلك النواحى. قلت: وكانت ولاية الملك العادل