للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما تكرهون؛ فعظم ذلك عليه فأحضر خالد بن يزيد بن معاوية فاستشاره فيه، فقال:

حرم دنانيرهم واضرب للناس سكة وفيها ذكر الله تعالى، ثم استشار أخاه عبد العزيز فأشار عليه أيضاً بذلك؛ فضرب الدنانير والدراهم. ثم إن الحجاج ضرب الدراهم ونقش فيها: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

فكره الناس ذلك لمكان القرآن، فإن الجنب والحائض يمسها؛ ونهى أن يضرب أحد غيره؛ فضرب سمير اليهودي فأخذه الحجاج ليقتله، فقال له: عيار دراهمي أجود من عيار دراهمك فلم تقتلني؟ فلم يتركه، فوضع للناس سنج الأوزان ليتركه فلم يفعل؛ وكان الناس لا يعرفون الوزن بل يزنون بعضها ببعض، فلما وضع لهم سمير السنج كف بعضهم عن [غبن «١» ] بعض.

وأول من شدد «٢» في أمر الوزن وخلص الفضة أبلغ من تخليص من كان قبله عمر ابن هبيرة أيام يزيد بن عبد الملك وجود الدراهم؛ ثم خالد بن عبد الله القسري أيام هشام بن عبد الملك، فاشتد فيه أكثر من ابن هبيرة. ثم ولي يوسف بن عمر فأفرط في الشدة، وامتحن يوماً العيار فوجد درهماً ينقص حبة، فضرب كل صانع ألف سوط. وكانوا مائة صانع، فضرب فى حبة مائة ألف سوط. وكانت الدراهم الهبيرية والخالدية واليوسفية أجود نقود بني أمية، ولم يكن أبو جعفر المنصور يقبل في الخراج غيرها، فسميت الدراهم الأولى مكروهة. وقيل: إن الدراهم المكروهة هي الدراهم التي ضربها الحجاج ونقش عليها: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

فكرهها «٣» العلماء. وكانت دراهم الأعاجم مختلفة كباراً وصغاراً، فكانوا يضربون منها المثقال وزن عشرين قيراطاً واثني عشر قيراطا وعشرة قراريط، فلما ضربوا الدراهم في الإسلام أخذ الوسط من