وفيها توفّى الشيخ نجم الذين خليل بن علىّ بن الحسين الحموىّ الحنفىّ الفقيه [قاضى العسكر «١» ] ، قدم دمشق وتفقّه بها وخدم المعظّم ودرس فى الرّيحانيّة بدمشق، وناب فى القضاء بها عن الرّفيع «٢» . ومات فى شهر ربيع الأوّل ودفن بقاسيون.
وفيها توفّى مظفّر الدين الملك الجواد يونس بن مودود بن الملك العادل أبى بكر بن أيّوب. وقد تقدّم من ذكره نبذة كبيرة عند وفاة الملك الكامل محمد بدمشق.
انتهى. وكان مظفّر الدين هذا قد جاء إلى ابن عمّه الملك المعظّم لمّا وقع بينه وبين الملك الكامل صاحب مصر [ما وقع «٣» ] فأحسن إليه المعظّم، ثم عاد إلى مصر لمّا مات الملك الأشرف موسى شاه أرمن، فأقام بها عند الكامل إلى أن عاد.
صحبته إلى دمشق وأقام بها إلى أن مات الكامل فملّكوه دمشق، حسب ما حكيناه فى ترجمة الكامل والعادل ابنه؛ ووقع له بعد ذلك أمور. وكان جوادا كما اسمه، ويحبّ الصالحين والفقراء.
قال أبو المظفّر:«إلّا أنّه كان حوله من ينهب الناس ويظلم وينسب ذلك إليه» . قلت: ثمّ قبض عليه عمّه الملك الصالح إسماعيل واعتقله، فطلبه منه الفرنج لصحبة كانت بينهم، فحنقه ابن يغمور وقال: إنّه مات، وكان ذلك فى شوّال، ودفن بقاسيون دمشق فى تربة المعظّم. وأمّا ابن يغمور فإنّه حبس بأذن الصالح بقلعة دمشق، ثم شنقه الملك الصالح أيّوب لما ملك دمشق بعث به ابن شيخ