للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: وعبيد الله بن زياد هذا هو الذي قاتل الحسين بن علي حتى قتله. وفيها عزل عبد الله بن الزبير أخاه مصعب بن الزبير عن العراق وولاه لابنه حمزة بن عبد الله بن الزبير؛ وكان حمزة جوادا مخلّطا يجود أحياناً حتى لا يدع شيئاً يملكه ويمنع أحياناً ما لا يمنع مثله، وظهر منه بالبصرة خفة وضعف؛ فعزله أبوه وأعاد أخاه مصعباً في الثانية. وفيها وجه المختار أربعة آلاف فارس عليهم أبو عبد الله الجدلي وعقبة بن طارق، فكلم الجدلي عبد الله بن الزبير في محمد بن الحنفية، وأخرجوه من الشعب «١» فلم يقدر ابن الزبير على منعهم، وأقاموا في خدمة محمد بن الحنفية ثمانية أشهر حتى قتل المختار وسار محمد بن الحنفية إلى الشام. وأما ابن الزبير فإنه غضب من المختار لكونه انتصر لمحمد بن الحنفية وندب لقتاله أخاه مصعب بن الزبير وولاه جميع العراق، فتوجه مصعب وحصر المختار في قصر الإمارة بالكوفة حتى قتله طريف «٢» وطراف (أخوان من بني حنيفة) في شهر رمضان وأتيا برأسه إلى مصعب.

وقتل في حرب المختار جماعة من الأشراف منهم عمر وعبيد الله ابنا علي بن أبي طالب وزائدة بن عمير الثقفي ومحمد بن الأشعث بن قيس الكندي سبط أبي بكر الصديق.

وفيها توفي عدي بن حاتم بن عبد الله الطائي، أسلم سنة سبع من الهجرة، وكان كبير طيّئ. وفيها توفي أبو شريح الخزاعي الكعبي الصحابي واسمه، على الأصح، خويلد بن عمرو، أسلم يوم الفتح. وفيها حج بالناس عبد الله بن الزبير، وكان عامله على الكوفة والبصرة ابنه حمزة، وكان على قضاء البصرة عبد الله بن عتبة بن مسعود وعلى الكوفة (أعني قاضيها) هشام بن هبيرة، والخليفة بالشام عبد الملك بن مروان