للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها استولى الطاغية هولاكو على بغداد، وقتل الخليفة المستعصم بالله ومعظم أهل بغداد؛ وقد تقدّم ذلك.

وفيها كان الوباء العظيم بدمشق وغيرها.

وفيها توفّى الأديب البارع شرف الدين أبو الطيب أحمد بن محمد بن أبى الوفا الربعىّ الموصلىّ المعروف بابن الحلاوى الشاعر المشهور، كان من أحسن الناس صورة وألطفهم أخلاقا مع الفضيلة التامة، ورحل البلاد ومدح الخلفاء والملوك وخدم الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤا صاحب الموصل ولبس زىّ الجند. وشعره فى نهاية الرّقّة والجزالة «١» ، وهو صاحب القصيدة التى أوّلها:

حكاه من الغصن الرّطيب وريقه ... وما الخمر إلّا وجنتاه وريقه

هلال ولكن أفق قلبى محلّه ... غزال ولكن سفح عينى عقيقه

وأسمر يحكى الأسمر اللّدن قدّه ... غدا راشقا قلب المحبّ رشيقه

على خدّه جمر من الحسن مضرم ... يشبّ ولكن فى فؤادى حريقه

أقرّ له من كلّ حسن جليله ... ووافقه من كلّ معنى دقيقه

بديع التّثنّى راح قلبى أسيره ... على أنّ دمعى فى العرام طليقه

على سالفيه للعذار جريرة ... وفى شفتيه للسّلاف عتيقه

يهدّد منه الطّرف من ليس خصمه ... ويسكر منه الرّيق من لا يذوقه

على مثله يستحسن الصّبّ هتكه ... وفى حبّه يجفو الصديق صديقه

من التّرك لا يصبيه وجد إلى الحمى ... ولا ذكر بانات الغوير تشوقه

ولا حلّ فى حىّ تلوح قبابه ... ولا سار فى ركب يساق وسوقه