ولا بات صبّا بالفريق «١» وأهله ... ولكن إلى خاقان يعزى فريقه
له مبسم ينسى المدام بريقه ... ويخجل نوّار الأقاحى بريقه
تداويت من حرّ الغرام ببرده ... فأضرم من ذاك الحريق رحيقه
إذا خفق البرق اليمانىّ موهنا ... تذكّرته فاعتاد قلبى خفوقه
حكى وجهه بدر السماء فلو بدا ... مع البدر قال الناس هذا شقيقه
رآنى خيالا حين وافى خياله ... فأطرق من فرط الحياء طروقه
فأشبهت منه الخصر سقما فقد غدا ... يحمّلنى كالخصر ما لا أطيقه
فما بال قلبى كلّ حبّ يهيجه ... وحتّام طرفى كلّ حسن يروقه
فهذا ليوم البين لم تطف ناره ... وهذا لبعد الدار ما جفّ موقد
ولله قلبى ما أشدّ عفافه ... وإن كان طرفى مستمرّا فسوقه
فما فاز إلّا من يبيت صبوحه ... شراب ثناياه ومنها غبوقه
وفيها توفّى الأمير بكتوت بن عبد الله سيف الدين العزيزىّ أستادار الملك الناصر صلاح الدين يوسف صاحب الشام، كان من أكابر الأمراء فى الدولة الناصريّة، وكان حسن السّيرة مليح الشكل متجمّلا، كان موكبه يضاهى مواكب الملوك.
وفيها توفّى الملك الناصر أبو المظفّر وقيل أبو المفاخر داود صاحب الكرك ابن الملك المعظّم عيسى صاحب الشام ابن الملك العادل أبى بكر صاحب مصر ابن الأمير نجم الدين أيّوب. مولده فى جمادى الآخرة سنة ثلاث وستمائة؛ ووقع له أمور وحوادث ومحن تكرّر ذكرها فى عدّة تراجم من هذا الكتاب. وكان تغلّب على الشام بعد موت عمّه الملك الكامل محمد، وقدم مصر بعد ذلك غير مرّة وتوجّه إلى الشّرق، ووقع له أمور يطول شرحها إلى أن مات فى جمادى الأولى. وكان ملكا شجاعا