مقداما فاضلا أديبا شاعرا، وقد تقدّم من شعره عدّة أبيات يستعطف بها الملك الصالح نجم الدين أيّوب فى ترجمة الملك الصالح المذكور. ومن شعره أيضا:
لئن عاينت عيناى أعلام جلّق ... وبان من القصر المشيد قبابه
تيقّنت أنّ البين قد بان والنّوى ... نأى شحطها والعيش عاد شبابه «١»
وفيها توفّى العلّامة المفتن أبو الفضل وقيل أبو العلاء بهاء الدين زهير بن محمد ابن على بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن المنصور بن عاصم الأزدى المكّىّ القوصىّ المنشأ المصرىّ الدار، الكاتب الشاعر المشهور المعروف بالبهاء زهير صاحب الديوان المشهور. مولده بوادى نخلة بقرب مكّة فى خامس ذى الحجّة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة؛ وربّى بصعيد مصر بقوص «٢» ، وقرأ الأدب وسمع الحديث وبرع فى النّظم والنّثر والترسّل، وله الشعر الرائق الفائق، وكان رئيسا فاضلا حسن الأخلاق، اتّصل بخدمه الملك الصالح نجم الدين أيّوب فى حياة أبيه الملك الكامل، ودام فى خدمته إلى أن توفّى. وقد تقدّم من ذكره فى ترجمة الملك الصالح نبذة جيّدة. وكانت وفاة البهاء زهير هذا فى يوم الأحد قبل المغرب رابع ذى القعدة وقيل خامسه. ومن شعره- رحمه الله-:
ولمّا جفانى «٣» من أحبّ وخاننى ... حفظت له الودّ الذي كان ضيّعا
ولو شئت قابلت الصدود بمثله ... ولكنى أبقيت للصلح موضعا
وقد كان ما قد كان بينى وبينه ... أكيدا ولكنّى رعيت وما رعى
سعى بيننا الواشى ففرّق بيننا ... لك الذنب يا من خاننى لا لمن سعى