للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المهدىّ بالله محمد ابن الخليفة أبى جعفر عبد الله المنصور بن محمد بن علىّ بن عبد الله ابن العبّاس بن عبد المطلب الهاشمىّ البغدادىّ، آخر خلفاء بنى العباس ببغداد، وبموته انقرضت الخلافة من بغداد. ولى الخلافة بعد وفاة والده المستنصر بالله فى العشرين من جمادى الأولى سنة أربعين وستمائة، ومات قتيلا بيد هولاكو طاغية التّتار فى هذه السنة. وقد تقدّم كيفية قتله فى ترجمة الملك المنصور علىّ هذا، وكانت مدّة خلافته خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وأيّاما. وتقدير عمره سبع وأربعون سنة. وكان قليل المعرفة بتدبير الملك نازل الهمة مهملا للأمور المهمّة محبّا لجمع الأموال يقدم على فعل ما يستقبح، أهمل أمر هولاكو حتّى كان فى ذلك هلاكه.

وشغرت الخلافة بعده سنين، وبقيت الدّنيا بلا خليفة حتّى أقام الملك الظاهر بيبرس البندقدارىّ بعض بنى العبّاس فى الخلافة. على ما يأتى ذكر ذلك فى ترجمة الظاهر بيبرس البندقدارىّ إن شاء الله تعالى.

وفيها توفّى الأمير الأديب الشاعر سيف الدين أبو الحسن علىّ بن عمر بن قزل المعروف بالمشدّ الشاعر المشهور. مولده بمصر فى شوّال سنة اثنتين وستمائة، وتولّى شدّ «١» الدواوين بمصر «٢» مدّة سنين، وكان من أكابر الأمراء الفضلاء وهو قريب «٣» الأمير جمال الدين بن يغمور، وله ديوان شعر مشهور بأيدى الناس، وتوفّى بدمشق فى يوم عاشوراء. ورثاه «٤» بعض الفضلاء، فقال: