للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم استقلّ بالملك وقتل الأمير فارس الدين أقطاى الجمدار، ركب الملك الظاهر بيبرس هذا والبحريّة وقصدوا قلعة الجبل؛ فلمّا لم ينالوا مقصودهم خرجوا من القاهرة مجاهرين بالعداوة للملك المعزّ أيبك التّركمانى ومهاجرين إلى الملك الناصر صلاح الدين يوسف [ابن الملك «١» العزيز محمد بن الظاهر غازى ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيّوب] صاحب الشام. وهم: الملك الظاهر بيبرس هذا، وسيف الدين بلبان الرّشيدىّ، وعزّ الدين أزدمر السّيفىّ، وشمس الدين سنقر الرّومى، وشمس الدين سنقر الأشقر، وبدر الدين بيسرى الشّمسىّ، وسيف الدين قلاوون الألفى، وسيف الدين بلبان المستعرب وغيرهم؛ فلمّا شارفوا دمشق سيّر إليهم الملك الناصر طيّب قلوبهم، فبعثوا فخر «٢» الدين إياز المقرئ يستحلفه لهم فخلف الناصر لهم ودخلوا دمشق فى العشر الأخير من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وستمائة، فأكرمهم الملك الناصر صلاح الدين وأطلق للملك الظاهر بيبرس ثلاثين ألف درهم، وثلاثة قطر بغال وثلاثة قطر جمال وملبوسا، وفرّق فى بقيّة الجماعة الأموال والخلع على قدر مراتبهم. وكتب الملك المعزّ أيبك إلى الملك الناصر يحذّره منهم ويغريه بهم، فلم يصغ إليه الناصر، ودام على إحسانه إليهم. وكان عيّن الناصر لبيبرس إقطاعا بحلب، فطلب الملك الظاهر بيبرس من الملك الناصر أن يعوّضه عمّا كان له بحلب من الإقطاع بجينين «٣» وزرعين «٤» فأجابه الملك الناصر إلى