للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك؛ فتوجّه بيبرس إليها وعاد، فاستشعر بيبرس من الملك الناصر بالغدر فتوجّه بمن معه ومن تبعه من خشداشيته إلى الكرك، واجتمعوا بصاحب الكرك الملك المغيث «١» عمر بن العادل أبى بكر بن الكامل محمد، فجهّز الملك المغيث عسكره مع بيبرس المذكور، وعدّة من كان جهّزه معه ستّمائة فارس، وخرج من عسكر مصر جماعة لملتقاه؛ فأراد بيبرس كبسهم فوجدهم على أهبة، ثم واقع المصريّين فانكسر ولم ينج منهم إلّا القليل، فالذى نجا من الأعيان: بيبرس وبيليك «٢» الخازندار، وأسر بلبان الرّشيدى. وقد تقدّم ذكر ذلك كلّه فى ترجمة المعزّ مجملا، ولكن نذكره هنا مفصّلا.

وعاد بيبرس هذا إلى الكرك وأقام بها، فتواترت عليه كتب المصريّين يحرّضونه على قصد الديار المصريّة، وجاءه جماعة كثيرة من عسكر الملك الناصر. فأخذ بيبرس يطمع الملك المغيث صاحب الكرك فى ملك مصر، ولا زال به حتّى ركب معه بعسكره ونزل غزّة، وندب الملك المعزّ أيبك عسكرا لقتالهم، وقدّم على العسكر المصرىّ مملوكه الأمير قطز والأمير أقطاى المستعرب، وساروا وهرب من عسكر مصر إلى بيبرس والمغيث الأمير عزّ الدين أيبك الرومىّ، والأمير بلبان الكافورىّ «٣» والأمير سنقر شاه العزيرى، والأمير أيبك الخواشى «٤» ، والأمير بدر الدين برخان «٥» ، والأمير بغدى، وأيبك الحموىّ، وجمال الدين هارون القيمرىّ والجميع أمراء، واجتمعوا الجميع مع بيبرس والملك المغيث بعزّة، فقويت شوكتهما بهؤلاء، وساروا الجميع إلى الصالحيّة،