ولقوا عسكر مصر يوم الثلاثاء رابع عشر شهر ربيع الآخر سنة ست وخمسين، فاستظهر عسكر بيبرس والمغيث أوّلا، ثم عادت الكسرة عليهم لثبات قطز المعزّىّ، وهرب الملك المغيث ولحقه بيبرس، وأسر من عسكر بيبرس عزّ الدين أيبك الرومىّ، وركن الدين منكورس «١» الصّيرفىّ، وبلبان الكافورىّ وعزّ الدين أيبك الحموىّ، وبدر الدين بلغان الأشرفى، وجمال الدين هارون القيمرىّ، وسنقر شاه العزيزىّ، وبهاء «٢» الدين أيدغدى الإسكندرانىّ، وبدر الدين برخان، وبغدى، وبيليك الخازندار «٣» الظاهرىّ فضربت [أعناق «٤» ] الجميع صبرا، ما خلا الخازندار [فإنّ جمال «٥» الدين] الجوكندارى «٦» شفع فيه، وخيّروه بين المقام والذّهاب فاختار الذّهاب إلى أستاذه، فأطلق وتوجّه إلى أستاذه، ولمّا أن وصل الملك المغيث إلى الكرك حصل بينه وبين ركن الدين بيبرس هذا وحشة؛ وأراد المغيث القبض عليه بعد أمور صدرت، فأحسّ بيبرس بذلك وهرب وعاد إلى الملك الناصر صلاح الدين يوسف صاحب الشام، بعد أن استحلفه على أن يعطيه خبز مائة فارس من جملتها قصبة نابلس، وجينين «٧» وزرعين «٨» فأجاب إلى نابلس لا غير. وكان قدومه على الناصر فى شهر رجب سنة سبع وخمسين وستّمائة، ومعه الجماعة الذين