وتولّاها من بعده قاضى القضاة «١» زين الدين عبد الرحمن التّفهنىّ فى يوم الجمعة سادس ذى القعدة سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، واستمرّ إلى أن عزل. ثم تولّاها من بعده قاضى القضاة «٢» بدر الدين محمود العينى فى يوم الخميس سابع عشرين شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثمانمائة، واستقرّ التّفهنىّ المذكور فى مشيخة خانقاه شيخون، بعد موت شيخ الإسلام سراج «٣» الدين عمر قارئ «الهداية» ، واستمرّ العينىّ إلى أن عزل.
ثم أعيد التّقهنىّ فى يوم الخميس سادس عشرين صفر سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، فدام إلى أن صرف لطول مرضه. ثم أعيد قاضى القضاة العينى ثانيا فى سابع عشرين جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، فاستمرّ العينىّ إلى أن صرف فى دولة الملك العزيز «٤» يوسف ابن الملك الأشرف برسباى بقاضى القضاة سعد الدين سعد «٥» ابن القاضى شمس الدين محمد بن الدّيرىّ فى أوّل سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة «٦» ...
قلت: وهؤلاء القضاة الذين استجدّهم الملك الظاهر بيبرس البندقدارىّ.
حسب ما ذكرناه فى أوّل الترجمة. وذلك بعد انقضاء الدولة الأيّوبيّة. وأمّا قبل خراب الديار المصرية فى الدّولة العبيديّة فكانت قضاة الحنفيّة هم حكّام مصر بل حكّام المشرق والمغرب إلى حدود نيّف وأربعمائة، لمّا حمل المعزّ بن باديس الناس