للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عزائم حاذتها الرياح فأصبحت ... مخلّفة تبكى عليها الغمائم

سرت من حمى مصر إلى الروم فاحتوت ... عليه [و «١» ] سوراه الظّبا واللهاذم

بجيش تظلّ الأرض منه كأنّها ... على سعة الأرجاء فى الضّيق خاتم

كتائب كالبحر الخضمّ جيادها ... إذا ما تهادت موجه المتلاطم

تحيط بمنصور اللّواء مظفّر ... له النّصر والتأبيد عبد وخادم

مليك يلوذ الدين من عزمايه ... بركن له الفتح المبين دعائم

مليك لأبكار الأقاليم نحوه ... حنين كذا تهوى الكرام الكرائم

فكم وطئت طوعا وكرها جياده ... معاقل قرطاها «٢» السّها والنعائم

مليك به للدين فى كلّ ساعة ... بسائر للكفّار منها مآتم

جلاحين أقذى «٣» [ناظر] الكفر للهدى ... ثغورا بكى الشيطان وهى بواسم

إذا رام شيئا لم يعقه لبعدها ... وشقّتها عنه الإكام الطّواسم

فلو نازع النّسرين أمرا لناله ... وذا واقع عجزا وذا بعد حائم

ولمّا رمى الروم المنيع بخيله ... ومن دونه سدّ من الصخر عاصم

يروم عقاب الجوّ قطع عقابه ... إليه فلا تقوى عليها القوادم

ومنها:

وسالت عليهم «٤» أرضهم بمواكب ... لها النّصر طوع والزمان مسالم

أدارت بهم سورا منيعا مشرّفا ... بسمر العوالى ما له الدهر هادم