للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها توفّى بركة خان [بن توشى «١» ] بن چنكز خان ملك التّتار، هو ابن عمّ هولاكو المقدّم ذكره، وكانت مملكته عظيمة متّسعة جدّا وهى بعيدة عن بلادنا وله عساكر وافرة العدد، وكان بركة هذا يميل إلى المسلمين ميلا زائدا ويعظّم أهل العلم ويقصد الصلحاء ويتبرّك بهم. ووقع بينه وبين ابن عمّه هولاكو، وقاتله بسبب قتله للخليفة المستعصم بالله وغيره من المسلمين؛ وكان بينه وبين الملك الظاهر مودّة ويعظّم رسله، وكان قد أسلم هو وكثير من جنده وبنى المساجد وأقيمت الجمعة ببلاده، وكان جوادا عادلا شجاعا، ومات ببلاده فى هذه السنة وهو فى عشر الستين، وقام مقامه منكوتمر.

وفيها توفّى الأمير ناصر الدين أبو المعالى حسين «٢» بن عزيز بن أبى الفوارس القيمرىّ، كان من أكابر الأمراء وأجلّهم قدرا وأكبرهم شأنا، وكان شجاعا كريما عادلا، وكان الملك الظاهر قد جعله مقدّم العساكر بالساحل فتوجّه إليه فمات به مرابطا فى يوم الأحد ثالث عشر شهر ربيع الأوّل، وهو صاحب المدرسة القيمريّة «٣» بدمشق، وكان عالى الهمة يضاهى السلاطين فى موكبه وخيله ومماليكه وحواشيه.

وفيها توفّى القاضى تاج الدين عبد الوهاب بن خلف بن محمود بن بدر أبو محمد العلامىّ «٤» الفقيه الشافعىّ المعروف بابن بنت الأعزّ، كان إماما عالما فاضلا وولى