ومن عرف هؤلاء الباطنيّة عذرنى أو هو زنديق مبطن للاتّحاد يذبّ عن الاتّحاديّة والحلوليّة، ومن لم يعرفهم فالله يثيبه على حسن قصده. ثم قال بعد كلام طويل:
واشتهر عنه (يعنى عن ابن سبعين هذا) أنّه قال: لقد تحجّر ابن آمنة واسعا بقوله:
" لا نبىّ بعدى". ثم ساق الذهبىّ أيضا من جنس هذه المقولة أشياء أضربت عنها إجلالا فى حقّ الله ورسوله لا لأجل هذا النّجس.
قلت: إن صحّ عنه ما نقله الحافظ الذهبىّ وهو حجّة فى نقله فهو كافر زنديق مارق من الدين مطرود من رحمة الله تعالى. انتهى. والرّقوطىّ نسبة إلى حصن من عمل مرسية يقال له رقوطة.
وفيها توفى الأمير شرف الدين أبو محمد عيسى بن محمد بن أبى القاسم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كامل الكردىّ الهكّارى، كان أحد أعيان الأمراء سمع الحديث وحدّث، ومولده سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بالقدس، وكان أحد الأمراء المشهورين بالشجاعة والإقدام وله وقائع معدودة ومواقف مشهورة مع العدوّ بأرض الساحل؛ ولى الأعمال الجليلة وقدّمه الملك الظاهر بيبرس على العساكر فى الحروب غير مرّة، ومات بدمشق فى شهر ربيع الآخر. ومن شعره مما كتبه للوزير شرف الدين بن المبارك وزير إربل:
أأحبابنا إن غبت عنكم وكان لى ... إلى غير مغناكم مراح وإيسام
فما عن رضا كانت سليمى بديلة ... بليلى ولكن للضرورات أحكام
وفيها توفّى محمد بن عبد المنعم بن نصر [الله «١» ] بن جعفر بن أحمد بن حوارى الفقيه الأديب أبو المكارم تاج الدين التّنوخى المعرّىّ الأصل الحنفىّ الدّمشقى المولد