وأفتى واشتغل [على الشيخ «١» علم الدين القاسم فى الأصول والعربيّة] ومات فى جمادى الأولى. ومن شعره قوله:
طار قلبى يوم ساروا فرقا ... وسواء فاض دمعى أورقا
حار فى سقمى من بعدهم ... كلّ من فى الحىّ داوى أورقى
بعدهم لاطلّ وادى المنحنى ... وكذا بان الحمى لا أورقا
وفيها توفى الأديب الشاعر شهاب الدين أبو المكارم محمد بن يوسف بن مسعود ابن بركة الشيبانى التّلعفرىّ «٢» الشاعر المشهور، مولده سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بالموصل، ومات بحماة فى شوّال. كان أديبا فاضلا حافظا للأشعار وأيّام العرب وأخبارها، وكان يتشيّع، وكان من شعراء الملك الأشرف موسى شاه أرمن، وكان التّلعفرىّ هذا مع تقدّمه فى الأدب وبراعته ابتلى بالقمار، ووقع له بسبب القمار أمور منها: أنه نودى بحلب من قبل السلطان: من فامر مع الشّهاب التلعفرىّ قطعنا يده، فضاقت عليه الأرض، فجاء إلى دمشق ولم يزل يستجدى ويقامر حتى بقى فى اتون من الفقر.
قلت: وديوان شعره لطيف فى غاية الحسن وهو موجود بأيدى الناس. ومن شعره قصيدته المشهورة:
أىّ دمع من الجفون أساله ... إذ أتته مع النسيم رساله
حمّلته الرياح أسرار عرف ... أودعتها السحائب الهطّاله
يا خليلى وللخليل حقوق ... واجبات الأداء «٣» فى كلّ حاله