ثم أرسل السلطان الملك السعيد إلى برهان «١» الدين الخضر بن الحسن السّنجارىّ باستقراره وزيرا بالديار المصرية ثم خلع السلطان على الصاحب فتح الدين عبد الله [ابن محمد «٢» بن أحمد بن خالد بن نصر] بن القيسرانىّ بوزارة دمشق، وبسط يده فى بلاد الشام وأمر القضاة وغيرهم بالركوب معه.
ثم جهّز السلطان العساكر إلى بلاد سيس للنّهب والإغارة «٣» ، ومقدّمهم الأمير سيف الدين قلاوون الألفىّ. وأقام الملك السعيد بدمشق فى نفر يسير من الأمراء والخواصّ، فصار فى غيبة العسكر يكثر التردّد الى الربعية «٤» من قرى المرج يقيم فيها أيّاما ثمّ يعود. ثم أسقط السلطان ما كان قرّره والده الملك الظاهر على بساتين دمشق فى كلّ سنة، فسرّ الناس بذلك وتضاعفت أدعيتهم له واستمرّ السلطان بدمشق إلى أن وقع الخلف فى العشر الأوسط من شهر ربيع الأوّل من سنة ثمان وسبعين بين المماليك الخاصّكيّة الملازمين لخدمته وبين الأمراء لأمور «٥» يطول شرحها.