التّبن «١» خارج القاهرة فأقام به إلى يوم السبت حادى عشرينه، انتقل بخواصّه إلى الميدان «٢» الذي أنشأه بين مصر والقاهرة، ودخلت العساكر إلى منازلهم، وبطلت حركة السفر بعد أن أعاد قاضى القضاة شمس الدين أحمد بن خلّكان إلى قضاء دمشق وأعمالها من العريش الى سلمية، وتوجّه ابن خلكان إلى الشام، وطلع الملك السعيد إلى قلعة الجبل وأبطل حركة السفر بالكليّة إلى وقت يريده حسب ما وقع الاتفاق عليه، واستمرّ بالقلعة إلى أن أمر العساكر بالتأهب إلى السفر وتجهّز هو أيضا لأمر اقتضى ذلك.
وخرج من الديار المصريّة فى العشر الأوسط من ذى القعدة من سنة سبع وسبعين وستمائة وخرج من القاهرة بعساكره وأمرائه، وسار حتى وصل إلى الشام فى خامس ذى الحجّة، فخرج أهل دمشق إلى ملتقاه وزيّنوا له البلد وسرّوا بقدومه سرورا زائدا. وعمل عيد النّحر بقلعة دمشق وصلّى العيد بالميدان الأخضر.
وورد عليه الخبر بموت الصاحب بهاء الدين «٣» على بن محمد بن سليم بن حنّا بالقاهرة، فقبض السلطان على حفيده الصاحب تاج الدين «٤» محمد، وضرب الحوطة على موجوده بسبب موت جدّه الصاحب بهاء الدين المذكور.