قاضى القضاة عزّ الدين محمد «١» بن الصائغ. وكانت مدة إقامته بالكرك بعد أن خلع من السلطنة ستة أشهر وخمسة وعشرين يوما. ووجد الناس عليه كثيرا وعمل عزاؤه بسائر البلاد، وخرجت الخوندات حاسرات بجواريهنّ يلطمن بالملاهى والدّفوف أياما عديدة، ويسمعن الملك المنصور قلاوون الكلام الخشن وأنواع السبّ وهو لا يتكلّم، فإنّه نسب اليه أنه اغتاله بالسمّ لمّا سمع كثرة استخدامه للمماليك وغيرهم.
قلت: ولا يبعد ذلك عن الملك المنصور قلاوون لكثرة تخوّفه من عظم شوكته وكثرة مماليك والده وحواشيه. وأبغض الناس الملك المنصور قلاوون سنينا كثيرة إلى أن أرضاهم بكثرة الجهاد والفتوحات؛ وأبغض الملك المنصور قلاوون حتى ابنته زوجة الملك السعيد المذكور، فإنّها وجدت على زوجها الملك السعيد وجدا عظيما وتألّمت لفقده؛ ولم تزل باكية عليه حزينة لم تتزوّج بعده إلى أن توفّيت بعد زوجها الملك السعيد بمدّة طويلة فى مستهلّ شهر رجب سنة سبع وثمانين وستمائة.
وكانت شقيقة الملك الأشرف خليل بن قلاوون، ودفنت فى تربة «٢» معروفة بوالدها بين مصر والقاهرة.